الشباب فئة اجتماعية مهمة في كلمجتمع،لهامميزاتها وخاصيتها،ومنها روح المغامرة والإثارةوحب الاكتشاف والتعرف على الجديد،وهذا جعل الشباب أكثر الفئات الاجتماعية إقبالا على شبكة الأنترنت، باعتبارها المجال الرحب للدخول في العالم الافتراضي والإبحار في كل جهات العالم بدونحدود ولاجمارك ولاحاجة إلى جواز سفر.
بدات الإنترنت فكرة عسكرية في الولايات المتحدة المريكية، ثم انتقلت إلى مجال التعليم والأبحاث ثم التجارة وغيرها واستطاعت جذب الشباب بما توفره له من خدمات إعلامية ومعرفية وترفيهية وتواصلية..، جعلتها تشكل أكبر ثورة في الإعلام، فصار ماكان يعرف بالثورة في الإعلام لا يساوي شيا أمام الإنترنت، ابتدأ ذلك بالطباعة ثم الصحافة والسينما والراديو والتلفاز والفضائيات،ثم النترنت التي جمعت كل ذلك، فالمتصل بالأنترنت يستطيع أن يكتب وويطبعويستمع إلى الراديو أو التلفاز، أويصنع أفلام أو يعدل الصور..
ينضاف إلى ذلك مايعيشع الشباب من فراغ في حياته الواقعية، ومايعرفه من مشاكل اجتماعية واقتصادية تحول بينه وبين الاندماج في الحياة وتحقيق الذات.فيكو ن عالم الافتراضي في شبكة الأنترنت الملاذ من هذه المشاكل، والمجال الرحب لتحقيق الذات وإثباتها من خلال المشاركة وإبداء الرأي والحوار، أو التمكن من التقنيات والإبداع فيها، والتعويض عما يفتقده في محيطه المحلي والواقعي.
فأقبل الشباب على النترنت أكثر من إقباله على التلفاز والفضائيات التيكان يشتي البعض من تأثيراتها على الشباب، وإذاكانت بعض الدراسات تؤكد أن الشباب ببلوغهم سن18 يكونون قد قضوا وقتا أكثر أمام التلفاز من الوقت الذي قضوه في قاعات الدراسة، فلنا أن نتصور حجم تأثير الأنترنت على التحصيل الدراسي لدى الشباب،وعلى باقي مناحي الحياة،خاصة عندما يتطور تعامل الشباب مع الأنترنت إلى متسوى الإدمان وهومرض جديد لم يكن من قبل، حيثينقطع المدمن على النترنت عن المحيط الاجتماعي والواقعي من حوله، ويتهرب من كل المسؤوليات، لقد رصد الخبراء أعراض المدمن على الأنترنت، يمكن تلخيصها في:
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->تجاوز المستخدم الوقت المحدد لاستخدام الأنترنت
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->الشعور بالاضطراب والقلق عند الانتعاد عن الأنترنت
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->التعب الجسدي أو الذهني على الشباب
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->انخفاظ المستوى الدراسي
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->فقدان الاهتمام بالهوايات السابقة
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->قلة التبادل مع الأصدقاء
ومن التأثيرات السلبية للأنترنت على الشباب التأثير الخلاقي،فبالإضافة إلى إمكانية ربط علاقات محرمة بين الفتيان والفتايات عبر الحوارات المباشرة وبالصوت والصورة وتبادل أرقام الهواتفوتحديد المواعد، هناك المواقع الإباحية التي تدمر أخلاق الشباب ومعنوياتهم وقيمهم، إذ تشير بعض التقارير إلى أن عدد المواقع الإباحية حوالي سبعة ملايين موقع،وكل موقع له عشرات الصفحات، وأن عشرة في المئة من هذه المواقع تخدمهامؤسسات متخصصة في تجارة الجنس،سواء من خلال توفير الصورة أو الفيديو أو توفير شبكاتدعارة عالمية. وهذه الأرقام تبقى نسبية لأنها في ارتفاع مستمر لما توفره من أرباح مالية طائلة.
لشبكة النترنت إيجابيات كثيرةجدا،لكن لها سلبيات خطيرة جدا أيضا، وعلاقة الشباب بالأنترنت لا يخلومن إيجابيات لكن سلبياتها عليه أكثر، فقد أكدت دراسة أن تسعين في المئةمن المستخدمين العرب للأنترنت تقتصرون على التسلية والترفيه، مع العلم أن اغلب مستعملي الأنترنت من العرب خاصة شباب.
إن هذه التأثيرات وغيرها تفرض علينا إعادة النظر في تربية وتأهيل الشباب للتعامل الإجابي مع شبكة الأنترنت. إن الوقوف على حقيقة علاقة الشباب بالأنترنت يفرض دراسة ميدانية اجتماعية لتحديد مكامن القوة والضعف في مؤهلات الشباب وقدرتهم على الاستفادة السليمة من الأنترنت، وإن الأجابة عن هذه الأسئلة الآتية التيوضعها بعض المهتمين قد تساعدنا في معالجة الوضع: كيفيستعمل شبابناالأنترنت؟ هل يستفيد من الأنرتنت في التحصيل العلمي والمعرفي؟ هل تطور الأداء الدراسي سلبا أم إم إيجابا بعد تعامله مع الأنترنت؟ هل تقوم الأسر بدورها في توجيه أبنائها لاستعمال الأنترنت في الاتجاه السليم؟ هل لعبت المدرسة والجامعة دورهما في تسخير الأنترنت لخدمة المنهج الدراسي؟ هل أنتجنا نحن إنتاجات إعلامية كافية للتفاعل من النرتنت على المستوى الدولي والمشاركة في الأنتاج العلمي والمعرفي على الشبكة؟ علما أن المواقع العربية والإسلامية واللغة العربية لا يتعديان واحد في المئة مما هومعروض على الأنترنت